الجدار الفولاذي وارهاصات مرحلة جديدة من الصراع.

الجدار الفولاذي وارهاصات مرحلة جديدة من الصراع

صهيب الحسن/غزة

بعد أن فضحنا دور النظام المصري وسوابقه في مقالنا السابق ( يا للعار من جدار الحصار ) وكشفنا فيه مدى تغلغل اللوبي الصهيوني والأمريكي في النظام المصري وتأثيره السلبي حتى أصبح النظام أداة لتنفيذ الأهداف والمخططات التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني أولا وأخيرا وبعد كل ذلك لم يعد في وسع أحد أن ينكر هذه الحقائق وأن بناء الجدار الفولاذي هو قرار سياسي بالدرجة الأولى وليس مؤامرة فحسب للالتفاف حول المقاومة في شكل جديد من أنواع الصراع إرهاصاته بدت معالمها واضحة وقد شرحنا بما فيه الكفاية في أكثر من موضع دور النظام المصري وكيف أن لاختيار قيادة واعية ذات تأثير شعبي مع دفع الجماهير باتجاه الثورة على النظام يمكن أن يشكل غطاء ومناخ لاقتلاع هذا النظام من جذوره .

وفي ظل الكتابات والتقارير التي سلطت الضوء على خطورة هذا الجدار من الناحية الشرعية والجيولوجية والسياسية كان لنا أن نسلط الضوء على جانب آخر وهو تغير طبيعة الصراع من مرحلة الصدام الغير مباشر إلى مرحلة الصدام المباشر في خطوة تفضح نفسها من جانب النظام المصري وكانت بداية هذه الخطوات هي ذرائع النظام بالاتفاقيات الدولية الموقعة مع الكيان الصهيوني والأطراف الدولية مروراً باعتقال المجاهدين والطلبة الفلسطينيين ومحاولة وضع حماس في زاوية ضيقة وفرض توقيع ورقة المصالحة الأخيرة وانتهاء بالجدار الفولاذي والذي شرع النظام ببنائه على الحدود مع قطاع غزة.

خريطة العمل السياسي الجديدة:

بدأ اللوبي الصهيوني من خلال الولايات المتحدة إجراءات جذرية تمهد لغرس واقع جديد متمثل في قبول الكيان الصهيوني الوجودي وقد طبق ذلك حرفياً من خلال الشعارات والبرامج الأمريكية النكهة في المنطقة ..!

فوجهة نظر الأمريكان والصهاينة يتطلب تنفيذها قيادات ونماذج مطابقة لمواصفات اللعبة لإحراز مكاسب ضد حركات المقاومة والقضاء عليها ومهاجمتها ومحاربتها من خلال الحكومات الجديدة التي فرضها النظام الأمريكي والتي تتفق والمواصفات المطلوبة التي تمكنها من القيام بإجراءات وقرارات أو بمعنى أصح قبول طلبات الأمريكان التي يرفضها الشعب والتي يعجز أي سياسي آخر في ظروف عادية عن طرحها على الشعب فكانت النتيجة زعماء عرب يتمتعون بسلطة اتخاذ قرار غير شعبي وهو الوحيد الذي يمكن أن يستحوذ على هذه السلطة متعطش للسلطة , متطلع للسلطة من أجل السلطة حتى يصبح أشبه بالدمية ومن هنا بدأت اللعبة وتشكلت الخارطة السياسية الجديدة في ضوء هذه المعطيات التي رسخت لرسمها بطريقة ناجعة .

هذه الخارطة والتي بدت معالمها واضحة والتي نقلت القضية الفلسطينية من مرحلة العمل إلى مرحلة تتبنى الشعارات فقط وفرضت واقع تقبل وجود الكيان الصهيوني بل وأصبحت الأنظمة العربية حليفة لها بشكل أو بآخر فكانوا أول المستفيدين من الشركات النفطية والمساعدات الدولية والتسوية السلمية للقضية ستعزز هذه المفاهيم وإن كانت قد حدثت بالفعل إلا أنها ستتزايد فهل حتى أصبحت نظرة الأنظمة العربية نظرة تخلفيه ورجعية ووحشية وعنصرية ولا أدري هذه النظرة الذئبية بماذا ستعود على الدجاجة من وحدة مصيرها مع الثعلب ..!

التاريخ يعيد نفسه :

التقويم السياسي الجديد في مصر قرر أن يحي فيه النظام المصري ذكرى مرور عام على العدوان على غزة ولكن هذه المرة بطريقته الخاصة ولذلك لا غرابة أن يعود المجرم إلى مكان الجريمة فهذا أمر متوقع وطبيعي فالجريمة الأولى كانت حين علم بالحرب مسبقاً على غزة والعودة الثانية هي حين قرر الشروع ببناء الجدار الفولاذي ومما يثير العجب فعلاً التصريحات الواهية التي خرجت عن النظام المصري والبعبعات التي صرح بها وزير الخارجية المصري والتي تناقض التصريحات السابقة التي تدين بناء الجدار العازل في الضفة المحتلة بواسطة الكيان الصهيوني ولذلك لا غرابة من ذلك في هذا الزمن الذي انقلبت فيه المفاهيم واختلطت المصطلحات وأصبح الخائن أمين وصار الأمين خائنا وأصبحت العمالة للإحتلال وجهة نظر بل لسان حال النظام المصري يقول أمريكان كنا وأمريكان سنبقى ..!!

هذا الكلام يعيدنا لحقائق فشل وهزيمة الجيش المصري في حرب سيناء سياسيا ودبلوماسيا مما مكن إسرائيل من تحقيق أهدافها فضمن الكيان حرية الملاحة إلى إيلات ودمر الجيش المصري وأوقف عمليات المقاومة ضده من خلال سيناء وجمدت الحدود المصرية الإسرائيلية بالبوليس الدولي الذي قبل أن يوضع على جانب واحد وهو الجانب المصري فأصبحت مصر عمليا في نفس وضعه بعد كامب ديفيد أي خارج المواجهة وأصبحت الجيش المصري يمارس الدور البديل لهذا البوليس الدولي بشكل مباشر وحماية مصالح الكيان الصهيوني ومحاربة المقاومة وملاحقتها .
وما زال شراع سفينة إسرائيل يجوب مضيق تيران وفتح البحر الأحمر أمامها وتمتع بمزايا المرور من البحرين وتحول ميناء إيلات " أم الرشراش " لميناء عالمي بل تستعيض إسرائيل بقناة السويس لنقل البضائع والبترول بين آسيا وأفريقيا وأوروبا فقامت شبكة من المواصلات بين إيلات والبحر المتوسط وكل هذا من إفرازات انهزام النظام المصري التاريخي .

هذه هي وقائع التاريخ التي لا يمكن تجاهلها وبصماتها ما تزال في المواجهة.

ماذا بعد الجدار ..؟

الظروف السابقة وقراءة مجريات الأمور تؤكد لنا أننا مقبلون على مرحلة جديدة من الصراع يشارك فيها النظام المصري في المعركة ضد الشعب الفلسطيني وهي إرهاصات فعلية لتنفيذ الأهداف والمخططات الصهيونية في المنطقة إذ أن ثبات حماس في وجه أقوى آلة عسكرية لا تقهر دفع بالكيان الصهيوني للإيعاز للنظام المصري العميل لاتخاذ إجراءات عملية وبناء الجدار احد هذه الإجراءات .

ويدخل النظام المصري بشكل واضح في المؤامرة الصهيونية العالمية وخضع لشروط الكيان الصهيوني والولايات المتحدة فتركت القضية الفلسطينية في ذمة التاريخ وأقفلت مصر على نفسها الحدود لتترك قطاع غزة يواجه الآلة العسكرية لوحده.والكيان الصهيوني ما يزال يعد جيشه لخوض حرب جديدة يتربص الفرصة المناسبة وبناء الجدار يزيد الطين بلة للمرحلة القادمة .

لا يسعنا في الختام إلا أن نقول للنظام المصري أخزاك الله
لأنك جعلت مصر حذاء تتبادله أقدام الصهاينة والأمريكان
وأطال الله عمر الشقي حتى يأتي جيل يعلمك ما الحذاء وفيم يستخدم..!!

الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ..؟

بعين الله اخ احمد

حسبنا الله ونعم الوكيل بس

يسلمووو احمد

بعين يا ورد

الله يفك الحصار عن غزة العزة

تحيتي

أحمد

حسبي الله ونعم الوكيل

مشكور احمد على الموضوع